وصية الإمام علي عليه السلام لكميل بن زياد الأسدي
ومن كلامه عليه السلام ، لكميل بن زياد النخعي على التمام : حدثني هارون بن موسى ، قال حدثني أبو علي محمد بن همام الاسكافي ، قال : حدثني أبو عبد الله جعفر بن محمد الحسني ، قال : حدثني محمد بن علي ابن خلف ، قال : حدثني عيسى بن الحسين بن عيسى بن زيد العلوي عن إسحاق ابن إبراهيم الكوفي ، عن الكلبي ، عن أبي صالح عن كميل بن زياد النخعي ، قال : أخذ بيدي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فأخرجني إلى الجبان ، فلما أصحر تنفس الصعداء ثم قال :
يا كميل بن زياد ، إن هذه القلوب أوعية فخيرها أوعاها ، فاحفظ عني ما أقول لك ، الناس ثلاثة ، فعالم رباني ، ومتعلم على سبيل نجاة ، وهمج رعاع أتباع كل ناعق ، يميلون مع كل ريح ، لم يستضيئوا بنور العلم ، ولم يلجؤوا إلى ركن وثيق .
* يا كميل بن زياد ، العلم خير من المال ، العلم يحرسك وأنت تحرس المال ، والمال تنقصه النفقة ، والعلم يزكو على الانفاق . يا كميل بن زياد ، معرفة العلم دين يدان به ، يكسب الانسان الطاعة في حياته ، وجميل الاحدوثة بعد وفاته ، والعلم حاكم ، والمال محكوم عليه .
يا كميل بن زياد ، هلك خزان الاموال وهم أحياء ، والعلماء باقون ما بقي الدهر ، اعيانهم مفقودة ، وأمثالهم في القلوب موجودة ، ها إن هاهنا لعلما جما ( وأشار إلى صدره ) لو أصبت له حملة . بلى أصيب لقنا غير مأمون عليه مستعملا آلة الدين للدنيا ومستظهرا بنعم الله على عباده ، وبحججه على أوليائه ، أو منقادا لحملة الحق ، لا بصيرة له في إغيائه ، ينقدح الشك في قلبه لاول عارض من شبهة ألا لاذا ولا ذاك ، أو منهوما باللذة سلس القياد للشهوة ، أو مغرما بالجمع و الادخار ، ليسا من رعاة الدين في شيء أقرب شبها بهما الانعام السائمة كذلك يموت العلم بموت حامليه . اللهم بلى ، لا تخلو الارض من قائم لله بحجة إما ظاهرا مشهودا أو خافيا مغمورا لئلا تبطل حجج الله وبيناته ، وكم ذا ، وأين أولئك ، أولئك والله الاقلون عددا ، والاعظمون قدرا بهم يحفظ الله حججه ، وبيناته حتى يودعوها نظرائهم ، ويزرعوها في قلوب أشباههم ، هجم بهم العلم على حقيقة البصيرة ، وباشروا روح اليقين ، واستلانوا ما استوعر المترفون ، وأنسوا ما استوحش منه الجاهلون ، وصحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلقة بالمحل الاعلى ، أولئك خلفاء الله في أرضه والدعاة إلى دينه . آه آه شوقا إلى رؤيتهم ، إنصرف إذا شئت .
------------ وقال عليه السلام : المرء مخبوء تحت لسانه . وقال عليه السلام : هلك إمرؤ لم يعرف قدره . وقال عليه السلام : لكل إمرئ عاقبة حلوة أو مرة . وقال عليه السلام : لكل مقبل إدبار ، وما أدبر كأن لم يكن . وقال عليه السلام : أكثر العطايا فتنة وما كلها محمودا في العاقبة . وقال عليه السلام : الصبر لاعطاء الحق مر ، وما كل له بمطيق . وقال عليه السلام : لا يعدم الصبور الظفر ، وإن طال به الزمان . وقال عليه السلام : الراضي بفعل قوم كالداخل فيه معهم . وقال عليه السلام : على كل داخل في باطل إثمان ، إثم العمل به ، وإثم الرضا به . وقال عليه السلام : ما اختلفت دعوتان إلا كانت إحداهما ضلالة . وقال عليه السلام : ما شككت في الحق منذ أريته . وقال عليه السلام : ما كذبت ولا كذبت ولا ضللت ولا ضل بي . وقال عليه السلام : للظالم البادي غدا بكفه عضة . وقال عليه السلام : الرحيل وشيك. وقال عليه السلام : من وثق بماء لم يظمأ . وقال عليه السلام : من أبدى صفحته للحق هلك . وقال عليه السلام : استعصموا بالذمم في أوتادها . وقال عليه السلام : عليكم بطاعة من لا تعذرون بجهالته . وقال عليه السلام : قد بصرتم إن أبصرتم ، وقد هديتم إن أهتديتم .
زاد المعاد- المصدر: خصائص أمير المؤمنين عليه السلام -www.zaad.org
|