السؤال:
بسم الله والحمد لله وصل الله على محمد وآله السلام عليكم نتقدم بهذا السؤال: ما هو
الفرق بين القضاء والقدر والمصيبة؟
الجواب:
هنالك كلام طويل في تحديد المراد منهما اصطلاحا فقد قيل القضاء الحكم بالحتم على
الشيء والتقدير الحكم بهندسته وحدوده وأعراضه المقولية، وقيل القضاء الحتم الفعلي
بتحقيق الشي وهوما يعبر عنه بالضرورة اللاحقة وقيل هوالحتم المستفاد من العلة
وهوما يعبر عنه بالضرورة السابقة والتقدير هوالوعاء والظرف الخاص الذي تحقق عليه
الممكن، وقد حاول بعض الباحثين من الفلاسة وعلماء الكلام إرجاع هذه المعاني إلى جمع
وهوان القضاء الحتم والابرام والقضاء هندسة الشي والقضاء والابرام تارة يكون لهما
وجود علمي قبل الخلق وهذا هوالقضاء والقدر السابق على الخلقة والذاتب وتارة ذكري
في الالواح الالهية وتارة خارجي وهذا يبرر تقديم القدر على القضاء في بعض الروايات
فقد روى عبد الله بن مسكان عن أبي عبد الله عليه السلام انه قال: (لا يكون شيء في
الأرض ولا في السماء إلا بهذه الخصال السبع: بمشيئة وإرادة وقدرة وقضاء وإذن وكتاب
وأجل، فمن زعم أنه يقدر على نقض واحدة فقد كفر).
ولا يخفى ان في بعض الروايات تفسير قضاء الله وقدره الشامل للأفعال بالأمر
والنهي التشريعين وهذا احد المعاني اللغوية لهما، والداعي لذلك ملاحظة مستوى
السائل في دفع شبهة الحبر
ففي البحار عن الإحتجاج ان رجلاً واجه أمير المؤمنين عليه السلام وقال له:
فما القضاء والقدر الذي ذكرته يا أمير المؤمنين؟ قال عليه السلام: (الأمر بالطاعة
والنهي عن المعصية، والتمكين من فعل الحسنة وترك المعصية والمعونة على القربة اليه
والخذلان لمن عصاه والوعد والوعيد والترغيب والترهيب كل ذلك قضاء الله في أفعالنا
وقدره لأعمالنا، وأما غير ذلك فلا تظنه فإن الظن له محبط للأعمال، فقال الرجل:
فرّجت عني يا أمير المؤمنين فرّج الله عنك).
وأما المصيبة فهي حدث كسائر الحوادث التي لا تقع الا بقضاء وبتقدير من الله
تعالى ومن التقدير دخول اختيار العبد وإرادته في دور أفعاله عنه وقد يكون الفعل
مكروها له أولغيره أوله اثر ولازم تكويني فيه ضرر على العباد فتكون المصيبة
اختيارية بتبع اختيارية مقدماتها وقد تكون المصيبة من التقدير غير الاختياري كما
إذا انزلها الله تعالى لطفا بالعباد.
|